تفرد

تفرد
every memory i can keeb, just for U

الاثنين، ١٨ رجب ١٤٢٩ هـ

موجة

0 اضافة تعليق

هناك حيث كنتُ اعلو واهبط، عند التقاء الغريب بالعادي، كنتِ الموجة، وكان البحر امتداداً ابديا للحضور والغياب، وانا مغمض العينين مستلق على افق الازرق، تأتين فاعلو الى الغريب ... تذهبين فاهبط الى العادي، كم تمنيت ان افتح عيني لاجدني على غير ذاك الشاطيء، لو اني فتحتهما لاجد سور عكا يميل ليسحبني الى الوجود، كم اشتاق واخاف الاقتراب.
هل كان هذا فصل الجفاف ام ان كائنات سكنت البحر منذ السطوع تخاف وجود كائن اخر لا يعرف حتى كيف يتنفس الماء، لا اجد منها سوى اطلالها، بيوت اعتادت ان تسكنها وتحملها، نحن لا نشبهها الا بهذا، نحمل الوطن كي لا يقتلنا البرد، فنموت مثقلين بالجمود، سيان نحن يا ساكنة القواقع غير اننا لا نلتقي الا جثثا في موجة اخرى للموت والهجر العميق .... فتعالي.

الخميس، ٢٩ جمادى الآخرة ١٤٢٩ هـ

التطبيع ... بشاعة النص وأبطاله ....أنس البرغوثي

1 اضافة تعليق

التطبيع ... بشاعة النص وأبطاله أنس البرغوثي ............ che_pal@hotmail.com
نشرت في مجلة كنعان العدد 133 نيسان 2008
my freind Anas wrote this article
في غمرة انشغالهم بإيجاد زاوية للتطبيع في وعي الطبقات الشعبية في الوطن العربي، يحاول مريدو التطبيع عبثا تزويق التطبيع وتجميله بحيث يغدو دار سكينة توهم الطبقات الشعبية بأن الرب يتخذها مسكناً، ولهذا لا يكل من ارتضوا لأنفسهم ان يكونوا رهباناً في معبد الخيانة (الكمبرادور العربي بطبعاته السياسية والاقتصادية والثقافية والمطبعون) عن اقامة المشاريع التطبيعية حتى لو اقتضى منهم الأمر رقصة على جثة أو التحول لراقصة "ستريبتيز" مع ما يتطلبه ذلك من تزييف للواقع وتشويه للوعي وشطب للتاريخ.
لقد قطع التطبيع شوطاً كبيراً وأصبح "بروكوست" العصر يعرض سريره لمن يقف على الضفة الأخرى، ضفة مناهضته وتعرية القائمين عليه، بعدما أجلس عليه من يمارسونه حالياً، ومع ذلك ستبقى مهمته "سيزيفية"، فالشمس لا تحرقها النار، وان كانت مجابهته تتم عبر "جيوب مقاومة" لا ثورة شاملة ولطالما بقيت الطبقات الشعبية في الوطن العربي تعتبر الكيان الصهيوني "فرانكشتاين" الذهنية الاستعمارية الامبريالية وانبطاحية المنهزمين من العرب.
التطبيع ... ترويض لا علاقات طبيعية
ليس التطبيع مع العدو الصهيوني-ومع كافة أعداء الأمة- كما هو متعارف عليه في علم السياسة والعلاقات الدولية، من حيث أنه يهدف الى اقامة علاقات طبيعية واحلالها مكان علاقات التوتر والحرب والعداء؛ فهذا المعنى ينسحب على تلك الدول التي نشأت وتطورت بعدما توفرت فيها أركان وعوامل نشوء الدول من أرض وشعب وسلطة سياسية وسيادة واعتراف وغيرها، وبالتالي فان عملية تجليس التطبيع بهذا المعنى في سياق العلاقة مع الكيان الصهيوني واسقاط تلك الاركان والعوامل على نشأت الكيان ستكون واقفة على رأسها لا على قدميها، فالكيان الصهيوني ولد سفاحاً وخارج فلسفة أو فلسفات نشوء الدول.
ومع هذه الوضعية يتخذ التطبيع معنى آخر، هو ذلك المعنى الذي يتجلى في علاقة الفلاح الفلسطيني بدوابه؛ حيث تشيع مفردة التطبيع في ريف فلسطين –أو في بعضه على الأقل- ويقصد بها ترويض الدابة، من الخيول كانت ام من البغال والحمير، ليصبح امتطاؤها ممكناً. هذا هو التوصيف المناسب والادق للتطبيع، فالغاية منه هي ترويضنا وتدجيننا حتى نسهل على العدو ركوبنا، خصوصا وأننا من "الغوييم" ونعتبر لديه في حكم الدواب.
ويتماهى مع هذا الرأي الصهيوني ايلي بوديه المحاضر في الجامعة العبرية في القدس حين قال بأن "التطبيع ... يعده العرب سلبياً بينما علاقات طبيعية هو مصطلح مقبول عليهم أكثر" (1).
وهكذا يتموقع التطبيع وأصحابه في المشروع الآخر، مشروع الامبريالية والصهيونية والكمبرادور العربي، مشروع التركيع والخروج من الجلود، بينما يتخندق مناهضوه في المشروع النهضوي العربي بما يعنيه من وحدة وتحرر وتنمية واشتراكية.
التطبيع ... بدأ خجولاً وانتهى وقحاً
أحدثت هزيمة البرجوازيات العربية في حرب 1967 تحولاً في النظرة لطبيعة الكيان الصهيوني، صحيح أن النقلة النوعية في هذه النظرة كانت قد حدثت بعد حرب 1973، الا أن حرب 1967 وبما أفرزته من "سياسة ازالة آثار العدوان" التي انتهت الى حد القبول بما عرف آنذاك ب "مشروع روجرز" القائم أساساً على قرار مجلس الأمن رقم (242) الداعي الى انسحاب الكيان من الارض المحتلة عام 67، كانت المحطة الأولى في طريق التعاطي مع الكيان وكأنه حقيقة لا غبار عليها، وشرعت الابواب أمام مستدخلي الهزيمة، ولم تفلح اللاءات القومية الثلاث "لا صلح لا اعتراف لا مفاوضات" التي صيغت في قمة الخرطوم بعد الحرب في ضخ استمرارية العداء للعدو وقطع الطريق على دعاة التطبيع.
ما ان وضعت حرب تشرين اوزارها بما أفرزته من نتائج سياسية على غير ما يشتهي أحرار الأمة، حتى رأت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الفرصة سانحة أمامها للبدء بتعبيد طريق التطبيع مع العدو الصهيوني (2)، ومع الاجواء الغير مهيئة لعملية تطبيع من هذا النوع سعت المنظمة الى:
اولاً: " بدء الاتصال برموز وقوى "اسرائيلية" وصهيونية، لتكريس فكرة ومبدأ التفاوض مع العدو.
ثانياً: استبدال برنامج المنظمة بما عرف بالبرنامج المرحلي او برنامج النقاط العشر في الدورة (12) للمجلس الوطني المنعقدة في اوائل حزيران 1974 والذي شرعن فيما بعد طرح الحلول التصفوية للقضية الفلسطينية".
كانت الاتصالات قد تمت من خلال بعض ممثلي المنظمة في اوروبا ومن أبرزهم سعيد حمامي ممثل المنظمة في لندن الذي راح يروج لهذه المفاهيم الجديدة عبر سلسلة من المقالات كان ابرزها مقاله المنشور تحت عنوان "الطريق الفلسطيني للسلام في الشرق الأوسط" الذي نشرته التايمز البريطانية على حلقتين يومي 16، 17 كانون أول 1973، وفي آذار 1974 خطا حمامي خطوة عملية جديدة حيث التقى في لندن بالصحفي الصهيوني مكسيم غيلان.
وبعد منح منظمة التحرير صفة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في قمة الرباط عام 1974 وما تعنيه من تكريس للقطرية، ووقوف عرفات على منصة الامم المتحدة في نهاية العام ذاته(3) ، بدأت تأخذ هذه الاتصالات شكلاً رسمياً ومنتظماً (أوائل عام 1975) حيث تم تشكيل "مجلس السلام الفلسطيني الاسرائيلي" وأقام اول اتصال رسمي مع وفد رسمي أوفدته قيادة المنظمة برئاسة عصام السرطاوي (الذي اغتيل لاحقاً)، في هذا السياق اقر المجلس الوطني في دورته (13) المنعقدة عام 1977 "اهمية العلاقة والتنسيق مع القوى اليهودية الديمقراطية والتقدمية المناضلة داخل الوطن المحتل وخارجه ضد الصهيونية كعقيدة وممارسة".
خبت هذه الاتصالات قليلا بعدما اقدم النظام الكمبرادوري في مصر بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد مع العدو، الا انها ما لبثت أن استؤنفت وبمستوى أعلى، اذ ارتقت الى حد لقاء عرفات بالصهيوني يوري افنيري خلال حصار بيروت في 3/7/1982 (أفنيري هذا رايناه كثيرا يضع يده بيد عرفات ملوحا بها للجماهير المحتشدة في ساحة المقاطعة ولم يكن يخفي صهيونيته عند لقاءه بالوفود الفلسطينية)، ولقاء عرفات وعباس (كان عباس قد افتى بوجود صهيونية رجعية وأخرى تقدمية) في تونس 20/1/1983 بوفد صهيوني شارك فيه افنيري، ولقاء صلاح خلف "ابو اياد" في العاصمة المجرية في آذار 1983 بوفد صهيوني آخر، وهكذا لم يجد عرفات حرجاً من اعلانه "نبذ الارهاب" (اعلان القاهرة عام 1985) ولم يكن للمنظمة الا ان تعلن انبطاحها الكامل يوم 15/11/1988 حين تم "اعلان استقلال فلسطين" لنصل الى مشاهدة "سلام الشجعان"، كما كان يحلو لعرفات تسميته، يوقع في ساحة البيت الابيض وعند اقدام السيد الامبريالي، كخاتمة مصدقة لقول الشاعر:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت ايلام
وبالتوازي مع ما كان يطبخ من قبل المنظمة في الخارج فقد وجد في الارض المحتلة عام 1967 من ليس عنده تحفظ على الاتصال بالعدو او منحه دولة، كان جلهم رؤساء بلديات ومن ابرزهم، رشاد الشوا (رئيس بلدية غزة)، محمد الجعبري (رئيس بلدية الخليل)، الياس فريج (رئيس بلدية بيت لحم)، حكمت المصري والمحامي عزيز شحادة (من رام الله وقد تم اغتياله من قبل منظمة فلسطينية عام 1985) وغيرهم (4)، وكانت مبادرات هؤلاء ولقاءاتهم مع الصهاينة تطرب قيادة المنظمة ولم تكن هذه القيادة تبدي غضبها عليهم الا عندما تشعر بأنهم قد يسحبون البساط من تحت قدميها.
ومع توقيع أوسلو سارع النظام الكمبرادوري في الأردن الى توقيع اتفاقية وادي عربة مع العدو عام 1994، وتبعته معظم الدول القطرية في الوطن العربي بفتح "مكاتب اتصال" بينها وبين العدو (قطر والمغرب وموريتانيا وغيرها)، وأضحى التطبيع قاعدة ومقاومته شذوذاً.
وفي أرض الاحتلال الاول مطبعون
ليس شعبنا في الارض المحتلة عام 1948 بمعزل عما يجري في ارض الاحتلال الأول وما كان يجري خارجه، وان كان البعض قد تخلا عنهم علناً معتبراً اياهم "مواطنين اسرائيليين"(5)، وعليه فقد جرى التطبيع هناك –من قبل قيادة الجماهير العربية- منذ البداية أي منذ ما قبل تأسيس الكيان عندما قبل "الشيوعيون" العرب (اميل حبيبي وغيره) قرار التقسيم في 29/11/1947 واعلان قيام الكيان لاحقاً.
وبتنا نسمع اصواتا تنادي "بمساواة المواطنين العرب بالمواطنين اليهود"، وابتدعت الاحزاب العربية في سبيل "المساواة" و "حق المواطنة" سياسة "النضال البرلماني" "واعتبرت "النضال" في البرلمان الصهيوني أرقى اشكال "النضال" وأكثرها حسماً، وأخضعت "نضالها" السياسي بين الجماهير العربية له، وسخرت مواقفها السياسية وممارساتها بالأساس، لخدمة عدد مقاعدها في "الكنيست"، وأصبحت مواقفها السياسية تهدف الى تسجيل رصيد انتخابي لها يزيد من عدد مقاعدها في الكنيست"(6)
هذه القيادات تدخل البرلمان الصهيوني وتؤدي قسم الولاء للكيان، وعليه هل يمكن أن يكون عزمي بشارة ومحمد بركة وأحمد الطيبي وغيرهم غير مطبعين، لدى مستدخلي الهزيمة ومثقفي الهزيمة وعرب الأنظمة القطرية بلى، ولكن هل يميل المخصي على غيره؟
الاقتصاد يطبع
"أن تعبر الجرارات الاسرائيلية الحدود العربية بدلاً من الدبابات ... هذه هي التسوية" هذا ما اعلنته غولدا مائير في أعقاب حرب 1967، فهي تنشد ان تحل الجرارات محل الدبابات، ببساطة "احتلال اقتصادي بدل الاحتلال العسكري"، وتماهياً مع هذا المطلب عبأ وزير الخارجية الصهيوني السابق سلفان شالوم طائرته المتجهة الى موريتانيا (قبل الاطاحة بمعاوية ولد الطايع) بالبضائع الصهيونية كي تغزو موريتانيا بعدما ابتليت بالغزو السياسي.
وفي الوقت الذي تشهد التجارة فيه بين القطريات العربية والعدو الصهيوني ارتفاعاً مستمراً (مجمل التجارة بين مصر والكيان يقرب من المائة مليون سنوياً-المشهد الاسرائلي، مصدر مذكور سابقاً) –لا يعيقها الا ارتفاع وتيرة المقاومة-تعاني التجارة البينية العربية من التشوه(7).
"أما راس المال المحلي الذي بدأ الدخول في علاقة شراكة وتصالح مع الاحتلال الذي يحتل كل فلسطين؟ فقد كانت هذه الشراكة غير المتوازنة لا راسماليا ولا وطنيا منذ بدايات الاحتلال الثاني 1967 على شكل شركات التعاقد من الباطن. اما بعد اوسلو، وتحديداً بعد أن قتل أوسلو مشروع الانتفاضة للمقاطعة الشعبية لمنتجات الاحتلال، عادت المشاريع المشتركة الى العلن، والتي تجلت مؤخراً في تشكيل"مجلس الاعمال الاسرائيلي-الفلسطيني" ... فما يقوم به (راس المال المحلي) هو تطبيع اقتصادي ليشطب الكيانية السياسية للشعب الفلسطيني وخاصة حق العودة""(8).
والثقافة أيضا
ماذا يعني قيام الروائي المصري يوسف السباعي (اغتيل عام 1978) بمرافقة السادات في زيارته للقدس المحتلة، وماذا يعني قيام الشاعر محمود درويش بزيارة حيفا بعدما أذن له الاحتلال بذلك ليلقي الشعر على الجمهور العربي "والاسرائيلي" أو قيام الشاعر الفرنكفوني المغربي عبد اللطيف اللعبي بالمجيء للارض المحتلة ليقرأ الشعر، سوى أنهم لبوا دعوة الصهيوني شمعون بيرس للمثقفين العرب حين دعاهم "لاعادة صياغة مفاهيمهم"، وفي السياق ذاته يأتي معرض باريس للكتاب الذي اعتبر الكيان ضيف شرف ولم نسمع من هؤلاء المثقفين أي "استنكار" لهذا الفعل، بل ذهب بعضهم كالروائي الفرنكفوني المغربي الطاهر بنجلون الى التمييز بين الكتاب والسياسيين بين الثقافة والسياسة. اوليست دعوة بيرس هي محرك هؤلاء وغيرهم ممن "عشقوا وجه قاتلهم"؟!
لم يعد يدرك دعاة التطبيع انهم باتوا عراة أمام الجميع، وانهم في كل استدخال جديد للهزيمة يتعرون اكثر واكثر، ولا يعلمون ان كل مباراة كرة قدم يدعون اليها لتضم عربا وصهاينة (معهد بيرس للسلام قائم عليها بالأساس)، وكل دورة طبية وغيرها (مؤخراً اصدرت وزارة الصحة الاردنية تعميما يتوجه للاطباء الاردنيين يدعوهم الى الالتحاق بدورة طبية تجمع الى جانبهم اطباء صهاينة) وكل منظمة أهلية ينشؤونها لتعليمنا الديمقراطية، والأهم كل "مغامرة" تقوم بها المقاومة، انما يقودهم الى مزبلة التاريخ بعدما استحقوا مقاعدهم فيها بجدارة، بعدما طالبهم راس المال المعولم بأن يموتوا عملاء.
هوامش:
(1) انظر ملحق "المشهد الإسرائيلي" العدد 180 الصادر بتاريخ 4/3/2008.
(2) بشأن تطبيع منظمة التحرير أنظر: نزيه أبو نضال، كامب ديفيد والتطبيع على الجبهة الفلسطينية، مجلة الوحدة العدد 35/36، 1987 ص 52-66، والتي لكثرة ما سنحيل اليها سنكتفي بوضع ما نقتبسه منها بين مزدوجتين.
(3) حين قال: "جئتكم حاملاً بندقية الثائر بيد والغصن الأخضر باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي"؟؟؟!!!
(4) بشأن مطبعي الأرض المحتلة عام 1967 أنظر: شلومو غازيت، الطعم في المصيدة، ترجمة عليان الهندي، مؤسسة باب الواد للاعلام والصحافة، الطبعة الأولى 2001.
(5) تستثني اتفاقية اوسلو اسرى الارض المحتلة عام 1948 والقدس المحتلة من أي اتفاقية لتبادل الأسرى بل وتمنع على منظمة التحرير وسلطة الحكم الذاتي المطالبة بهم.
(6) جورج كرزم "موقع فلسطينيي 1948 في اللعبة الديمقراطية الاسرائيلية" كنعان العدد 131 ص44.
(7) انظر بشأن التجارة البينية العربية: د. عادل سمارة "دفاعا عن دولة الوحدة" مركز المشرق/العامل للدراسات الثقافية والتنموية / رام الله الطبعة الثانية 2004 ص60-61
(8) د.عادل سمارة "من الشرعية الى القداسة فالقطاع الخاص..." كنعان العدد 131 ص18