تفرد

تفرد
every memory i can keeb, just for U

الجمعة، ٢٢ جمادى الأولى ١٤٢٨ هـ

لفة بالسيارة

شو رايكم يا شباب اليوم اليوم نستأجر سيارة ونطش، قرفنا من هالروتين - منيح، بس مين بدو يسوق - انا بسوق - بس انت ما بيرضو يأجروك السيارة، ما معك رخصة - يا جماعة ليش التعقيد، بنروح عند فلان بنوخذ هويتو ورخصتو وبنستأجرها - يللا، هاذا الحكي الصح ونبدأ في المسير، خمسة شباب، نضحك ونخطط لما سنقوم به من ابتعاد عن الروتين، نتحدى الواقع والحواجز ونكسر المستحيل ننطلق لنشعر اننا لسنا نحن وان الوطن ليس الوطن، نسير طامحين في ان نجد صديقنا لناخذ هويته (لن نختلف هنا على تعريف الهوية، وكل ما اقصده هو تلك البطاقة الخضراء الحمقاء التي لا نفكر في ان نذهب الى المرحاض دون حملها، فقد يواجهنا حاجز في منتصف البيت، من يعلم)، سائرون نحو رغبة طفولية لشبان حرمو الطفولة ولم يخلقوا ليجدوا ابائهم قد جهزوا لهم مخطط مسيرة الحياة، ان نركب سيارة نطوف بها اين اردنا ولا نسمع صوت يقول: اتفضلوا يا جماعة انا ما بقدر اوصل الا لهون، وفي واحد ما دفع الاجار. نلمحه يقترب من بعيد يتربص بنا كقط ينظر الى دوري يحاول ان يحمل بمنقاره الصغير قطعة خبز كانت قد سقطت دون قصد من فم طفل يلتهمها بسرعة كي لا تموت وجبته قبل الصباح، يقترب ويقترب والقلوب تخفق وتنبض (لم يكن خوفا، بل كان كأنه النظر الى حلم يهرب ولا نستطيع اليه لحاق). - بو . (تعال) - ايفو هَ زيهوت (وين الهوية) - خذ الهويات - وكف على جنب - اتا بو (انتا تعال) - مِ ايفو اتا (من وين انت) - مش فاهم عليك، احكي عربي - اتا لو مدبير عبريت (انت ما بتحكي عبري) - نعم؟ مش فاهم، احكي عربي - إنتا ما بتحكي عبري - لأ ينتظر قليلا يريد ان يفاجأني "ويفشل" - بخلال (بالمرة) - نعم؟ مش فاهم احكي عربي - انتا تعال، من وين انتا - من نابلس - وانتا، وانتا .... يبدأ بالتحديق فينا واحدا تلو الاخر، ينادينا واحدا تلو الاخر، يحاول استفزازنا، حتى الآن يفشل. يقول له الجندي الذي يجلس بجانبه بالعبرية: شوف اكثر واحد عصبي فيهم واستفزو، خلينا نتسلى عليه. يرن جوال صديقي العصبي والذي كنت خائفا عليه منذ ان اوقفونا لمعرفتي بعصبيته، وعلمت منذ ان اوقفونا بانه سيضعنا في الموقف الذي لا ارغب ان اكون فيه، لا اريد ان يتأزم الموقف ويقوموا بتفتيشي، اذا ما فتحوا الحقيبة ووجدوا تلك الملصقات وذاك الخنجر فسوف امضي بضعة اشهر وراء قضبانهم لسبب اكره ان اسجن لاجله. يرد صديقي على المتصل: احكي معي بعدين الجيش موقفينا. الجندي يجد طريدته: سكر البلفون. صديقي: هي سكرناه. الجندي: يش بعيوت (في مشكلة) صديقي: شو المشكلة يعني. الجندي: تعال هون يتناقشان، يرفض صديقي ان يعطي الجندي الكلمة التي يرغب (اين بعيوت) فش مشكلة، ولم يكن يعلم انه يعطي الجندي ما يريد، يضرب الجندي صديقي، يرد صديقي فيسقط النظارة الشمسية الغالية لذاك الجندي (وهنا تأزم الموقف)، يفقد الجندي صوابه ويوجه لكمة لصديقي، بحركة لا ارادية طبيعية يضع صديقي يده على وجهه ليحمي نفسه، يسيل الدم من يد الجندي التي اصتدمت باظفر صديقي، والان يتناوب الجنود الثلاثة الضرب، نقف نحن لا نعلم ما العمل، يكسرنا ضعفنا ويقتلنا الموقف، هل وقف احدكم مرة ينظر الى صديقه يتكالب عليه ثلاثة جنود ولم يعلم ما العمل، هل يستطيع احدكم ان يقدر الموقف، كان بيننا اثنان محكومان كلاهما بخمس سنوات مع وقف التنفيذ، ايعلم احدكم ماذا تعني خمس سنوات اخرى في السجن، اخذوه، حملوه في الجيب العسكري واخذوه الا حيث لا نعلم. ندور حول انفسنا، نجد اي سبب لنضحك، نتخيل صديقنا باي وضعية مضحكة لننسى آلامه، ساعة، ساعتان، .....، سبع ساعات من النوع الثقبل، من الوقت البطيء، ومن الحزن القاتل وعقدة الذنب تلف رأسي كما صقر يحوم حول ارنب ينتظر لحظة الانقضاض. اخيرا يتصل: انا بخير، ما تقولو لابوي اني محبوس بلاش يقلق. يأخذ الجندي الهاتف، يتكلم بعربية طلقة: ما تخاف على اخوك (كما اخبرهم صديقي)، الليلة بروح. أما قصة تلك الطيبة التي دفعت ذاك الجندي الى السماح لصديقي بالاتصال فهي كالآتي: بعد ان اخذ الجنود صديقي ذهبوا الى حاجز ثابت ورافقهم من هناك جندي عربي ضخم، اخذوا صديقي الى واد لا انس فيه او جن واكملوا طقوس التسلية بجسده، وبعد ان سئموا اخذوه الى مركز التوقيف حيث اشتكى عليه الجندي بانه ضربه وجرحه في يده، اكمل الجندي روايته، سال الضابط المحقق صديقي فأخبره القصة. صديقي للجندي: مش عيب عليك جندي طويل عريض بتحكي انو انا ضربتك. الجندي مستفزا: فشرت انا ما حدا بضربني. صديقي للضابط: سجل عندك. يخرج صديقي من التحقيق ليجد الجندي العربي. صديقي: شكلك عربي. الجندي: اخرس صديقي: لا بس بسالك لانو في التحقيق حاولوا يخلوني اقول انك انت اللي ضربتني بس انا ما رضيت لانك عربي مثلي وما بيهونلي فيك، الضابط بدو يطلع الجنود الثانيين براءة ويحطها في ظهرك. (وبالطبع كان ذلك كله من تأليف صديقي) الجندي: انا بورجيهم لكلاب، شو ما بدك بس احكيلي، اتصل على عيلتك احكيلهم وين انت. الجندي الآخر يغمز الجندي العربي لكي يعودوا في جولة اخرى من الضرب لصديقي. الجندي العربي يقول للآخر: اللي بصيبو بفضح عرضو وبعد يومين يعود صديقنا ليقول لي عند اللقاء: يللا نستأجر سيارة ويغرق كلنا في الضحك الاليم

هناك ٨ تعليقات:

غير معرف يقول...

حتى لفة بتلفوهاش زي العالم ! استغفرك يا ربي..

سيدي الله بعين.. كل واحد بجي يومو .. *^%#@ الي بالي بالك

sweetlikearose يقول...

قصة مؤلمة جدا وهادا اكتر شي مؤلم في فلسطين .. مافي حرية بشي .. حتى انك تطلع تشم الهوا وتنبسط شوي هون وهناك مافي .. انا صار معي موقف قريب شوي لما اجيت زيارة على فلسطين السنة الماضية وانشاء عن قريب حنزلو عندي على البلوج ..
اتخيل انا لو مكانكم كنت حموت فعلا من الالم .. الله يكون بالعون

darkrain يقول...

منوش:
ما تكوني قاصدة *&^% باللي بالي بالك بلاش هالحكي، بعدين الي 7 سنين ما طشيت ولا رحت ولا جيت مش جاي من هاليوم بس الموقف كان زفت.
براء: ما تتصوري الموقف كيف الشعور بحقارة الوجود وعدم القدرة على عمل اي اشي بس اتفرج على صاحبي بينضرب واتمنا لو اني مكانو كان اهون بلا، بس رجعتو ضاحك عالضابط وعلى الجندي العربي رفعت المعنويات شوي :)

ملاك يقول...

مرحبا يا انتا

بتعرف شو: هيك حوادث بتخليني افكر قديش نحنا عاملين ازمة للاحتلال كمان


يعني المعادلة بتمشي باتجاهين: هني بيضيقوا علينا, ونحنا منضيق عليهم

وهيك , منضل ماشيين بتحدي عض الاصابع
سلم ع صاحبك,وتبقى كتر من هالطشات و اللفلفات بالسيارة, بلكي تجوا صوبنا شي مرة ;)


حبيت اشيا بمدونتك, عندك نفس حلو بالكتابة, مع قراءات منوعة, اكيدة رح نشوف تطور كبير باسلوبك ( ع اساس انت حكيت انو لساك قارئ مبتدئ), وع فكرة: شو بدك بالحكي: مش كل دار البرغوثي عاطلين, من احسن الناس اللي بعرفهم هون و بعمان من دار البرغوتي,والله يرحمها ام العبد البرغوتي بفلسطين كانت نوارة بقلوب كل اللي بيعرفها وبيحب فلسطين

:)

وصحيح: شكراً كتير ع استضافتك لينك مدونتي , وبهالعنوان عندك

خجلتني كتير, واسعدتني

سلام

darkrain يقول...

شكرا عالزيارة ملاك،
الرك عاللي نفسو اطول، بغض النظر عن ظروف الاحباط اللي وصلتنا إنا نلتقي في هذا العالم الافتراضي(شو جاب سيرتو هسا) وانا شخصيا بعتقد انو لازم نتجمع في قرية لحالنا لانو فقدت الامل من تغيير الطناجر اللي حوالينا
بالنسبة لصاحبي روحو المعنوية عالية وهاي مش اول قتلة بوكلها منهم وانشالله يوصلو سلامك
وبالنسبة ل لنك مدونتك اصلا حطيتو عشان انور مدونتي ف شكرا الك على كتاباتك
وابقي عيديها

ملاك يقول...

رح اعيدها, وكتير كمان

في تحضير لجمعة قريبة لعدد من اصدقائي الفلسطينين , الاصدقاء اللي بعرفهم وجه لوجه و حكي وضحك و لحم ودم, والاصدقاء الافتراضيين من مدونين و صحبة مسنجر, إلك بالموضوع؟

خجلتني مرة ثانية يا شريك الوطن


بالنسبة لصاحبك, قلو كاس يا ريتها تدور ع الكل, بلكي منخفف من نصيبو من القتلات و العصبية

اما ع اللي نفسو طويل: بالك اللي صاروا 59 سنة بيحكي عربي, وبيغني و بيتحدى و بيلطم و بيزف و بيبكي وبيكتب بالعربي, هاد مش بياخد بطولة الكون بسبق الحريات؟

يللا: لسه صراعنا مكمل وطويل لتتحرر , ولو بأخر نفس بصدر اخر حدا فينا: من المية للمية

وتصبح ع وطن

أحمر يقول...

ها! الآن لاحظت انه صار من الممكن التعليق في مدونتك

عندما قرأت نصّك الأول تساءلت ماذا بقي ليكتبه بعد كل هذه الكآبة المكثفة من الأول. واضح انك كان عليك التخلص من احتقان الكآبة الأول ليتاح للجمال أن يظهر بدوره

وواضح أيضا أنه راقت معاك شوي، يا جميل

darkrain يقول...

احمر : لولولولولولولولولولولولولي
شرفت ونورت يا حج
نعم، صديقي، لقد تخلصت من احتقان الكآبة الاولى لاغرق في احتقان الكآبة الاخيرة، لن تنتهي يا رفيقي.
بعدين بلا نفخ في راسي لا جمال ولا جولواز، القصة انو مش راقت معي، بس تمسحت، وقالو ضربتين ع الراس بتوجع، وانا بعد الضربة الثانية (بس من ناحية عاطفية)بطلت اميز بين الحزن وغيرو
ودمت