تفرد

تفرد
every memory i can keeb, just for U

الأحد، ١٣ ربيع الأول ١٤٢٨ هـ

كانت ... قصتي

كان هذا الهذيان مشروعا لقصة اكتبها، ولكن الهلوسات جرتني لان افقد الكلمات، وكان الذي يكتب حزني. وهكذا وبلا مقدمات يتسلل العشق إلى مقدمة الروح الذابلة وينطوي التكدس على التراكمات فتنتعش المؤلمة، وتستقر في قعرالمفاجئات القاتلة، وكشيء أتى من بعيد ولم يصل، ولكن وجهته كانت نحو البقايا الميتة، جاء ليشبعها خنقا: وهل يهم الميت من الروح إيلام، وتستوفي الحياة شروط اللاحياة، ويهتك المنع بكل جراداته بقية الأغصان اليابسة، وتصحر الروح وتتجلد الرمال وتنطق الأفاعي بفرح الواصلين الى نهاية الوصول: ثمة مكان هنا لجميع البائسين، وتنشق الارض عن مسخ عظيم، تتسائل تلك الهياكل البائسة: ماذا تراه يكون؟ هل وصلت قدرة القادر ان يخلق هكذا شوها مصور، ويقطر المسخ دموعه الحمراء: ما هكذا خلقت، وقد كنت قبل العشق قلبا، وهل يظل للقلب بعد العشق خفقان. ويبدأ الباكي باستعراض قصة حياته القصيرة، فبدءا كانت النبوءة، لقد قالت العارفة لكل ما عرف بعد ذاك: ان هذا الطفل ولد في غير اوانه وسوف يشيخ قبل الشباب ويموت بعد كل المخلوقات البائسة، لقد ولد ليشهد موت كل من احب، فتزيد احزانه من عمق حفر دموعه الدامية على وجنته المشوهة، فيبتعد به الحرق الى اقصى درجات انهماك الالم في مايريد من عمله ان يكون مثالا للاخلاص، وبعد ان ينتهي من دفن آخر ما تبقى من عذاباته سيولد من الافق على سطح المياه العكرة المرتجة صورة تطابق تشوهه، لتنقذ آخر ما بقي من افراحه النائية. استقبل الوجود كلامه المتقطع لفرط البكاء بفرح غريب متفاقم، هؤلاء الاغبياء لا يدركون انهم اولى ضحايا ابتلاء القدر لهذا الايوب، فسألهم الكسير: ايهاالاحياء الاموات، هل في اسوداد افقكم ما يثير فيكم لهو الملذات؟ فأجابته احدى المسوخ اللاهية: ان قلبا ابتلته القوى بما ذكرت لاحسن ما تكون السكنى في كنفه، فان القوى قد اعطت مقدارا معينا من الحزن لكل بعد، واقسم بكل جنبات الخوف ان كل ما اعطي لبعدنا من الم انما اخذته وحدك بلا منازع،فكيف لا نفرح ونحن نعلم اننا سلبنا نصيبنا من الكرب على يديك. توقف الخافق عن البكاء، فقد عرف عنه انه لا يبكي عندما يحزن، وقد كان بعد كلام الفاترة اشد حزنا مما عرف عنه، لقد اصابت كلمات احدى نزواته الخالدة سويدائه فارتعد، اما نزواته الشاردة الخالدة فلم يتحدث الا عن اثنتين منها، ذكر المجروح فيما ذكر انه وبينما كان طفلا في المراهقة التقى بمحض التمزق بغربته الاولى، فانشق عن ورود طغت على نسماتها الاشواك واحتدت، ونهل من خلف التستر ما استطاع ان يسرق من استحيائها الفاحش، وتفتحت في طفولته الرجولة ونضحت ما بقي من الجهل الى ما وراء المعرفة، وبعد أن خفق آلاف المرات بدافع من وقودها الحارق، وهكذا ايضا وبمحض الانسدال قالت السماء كلمتها الاخيرة "مثل اختك، كلمة قالتها ومشت دون انتظار، مثل اختك وانا غير الصمت ماعندي قرار" وبكل مااوتي الانسان من جبن وافقها هذا الحاني الممزق، واكمل يروي قصته " وذهبت، وبقيت وحدي اراجع ذاتي واستحضر ما ضاع من الضياع محاولا استنهاض الوعي من اللاوعي واستدراك الوقت الهارب، فيما اخطات، امصالحة الروح اثم يعاقب عليه الجسد، ام ان اندماج القلب والروح محض تهديد لمآرب العقل الطامح الى سحق الرؤيا وحقن الذهول، نعم لقد ابتدأت حربي مع هذا العدو، وبدأت اسيطر على ساكني هذه الخاربة، فاستنزفت دمائي وطاقات الوطن الضائعة، وسيطرت ولو جزئيا على كثبان الرمل المالحة، وهمشت هذا الذي اسمه العقل وارقته لطول المجافاة، فالعقل يمرض حين يبتعد عن الواقع وتلهو بمصائره احلام السابحين الى فضائات العدم الجميل القاتل، وتوقف الزمن، سبع سنوات عجاف، سبع سنوات وانا والعقل نتلاطم كامواج القهر الثائرة، اغلبه تارة فاعجب بماجنة عابرة واضيفها الى آهات مسوخي المترامية على اطراف الدنيا البائسة، وانظرالى تلك كمنقذة استوحي من عينيها سراب الامل وانثره كلمات في عصف الرياح الباردة، وعندما افتح ابواب سراديب ماهيتها اجدها لا تصلح لان تلغي الذكرى الأبقى والأجمل والأكثر قتلا، فالقي بها الى صحرائي الموحشة ذكرى اخرى تعيش بين المسوخ العابرة، نعم، لم اجد يا سعادتي من استطاعت ان تنازعك عرشي فبقيت الخالدة الهاربة، اذكر يا سيدتي الاولى والاجمل عندما سألتك أحبك ما الجواب؟ قلت لي أتعدني ان تبقى هذه الكلمات الى ما لا نهاية؟ اجبتك وهل لمثلي ان ينكر الخلود لمثل عشق عينيك، وروحك، آه كم روحك المرحة جميلة، آه كم انقذت بدعابتك المرة مرارتي من الزوال الى انكار الالم ولذته ممزوجا بشقيقه الامل، انه كانكار الذات، فمثلي يا سيدة كوخي يناطح الالم لانه يؤمن بان هنالك يوم ينتهي فيه كل العذاب، الالم يعيش معنا ونستلذ به لانه يعطينا الامل، والامل خطوة نحو استكمال ملامح الحرية، والحرية لمثلنا لا تاتي الا بالموت، فالموت يا قاتلتي هو لمثلنا نهاية الالم، فدعيني اموت في عينيك لانهي المي المزمن. لقد سرك ما سمعت، ولففتني على قدمك خلخالا تتباهين به امام صديقاتك الفارهات الفارغات، وذبنا بحرارة الاحتراق، وسقيتني نبيذا ما زالت قشعريرة طعمه تلف شفتاي، فشفتاك يا مسكرتي كانت بداية القتل، ولكنه توقف، خرجت من قشرة الكبت الى فضاء المعرفة، واستحوذت على عواطفك الافكار الفارهة، واصبحت ترين الرجال بمنظار من الذهب، فيختفي مثلي امام هذا القدر الساحق من الاحلام العابرة بسرعة لا استطيع معها سيرا، وخلعت هذا الخلخال بعد ان رايت ماسة تلف عنقك الساحر، اذكرت لك مالكتي يوما ان لك عنقا يجعلني اصغر امام عظمته الصاعقة. كان لا بد من ان تكوني بهذا الجبن لتبعثي لي برسول يبلغني ان لا امل، ولاامل اي لا الم، اي لا حرية، اي لا موت، عندها جئتك محاولا انقاذ نفسي من ابتعاد سيفك عن احشائي، قلت وبكل ما في وقاحتك من تهذيب: هناك آخر. القيتها في سمعي، اذن هناك دخيل الى عالمي، العشق يا معشوقتي السكين لا يقسم على اثنين، فاختاري، يا لحماقتي "اختاري" قلتها كمن يتنبا بنتيجة مسبقة لمباراة بين المانيا والسعودية، قلتها ويا لشدة كرهي لآل سعود، الا انني رايت نفسي البس دشداشا ابيض، واعتمر غطرة بيضاء، يعلوها عقال اسود، نعم يا فاقدتي، لقد رايت نفسي البس الاستسلام ويلف راسي السواد، وكما كان توقعي لنتيجة تلك المباراة الفاضحة اجبتني بشيء من التردد يخفي سرور الظافرين، وقلت تبررين الملل وتحاولين احياء الالم المؤمل بداخلي ان ستجد غدا من هي افضل مني، اجبتك كمنجم اصاب الهدف ان ذلك لن يكون، ولم يكن، وفقط لكي ابقى قريبا من الحلم الدفين اخبرتك بان ذلك لن يمنع صداقتنا "الاخوية" الدائمة، وافقتني فرحة بانتهاء احلامك كما اردت، ولكن لم تلاحظي يا فاتنتي الغبية انك "انهيت" احلامك، وافترقنا واقترفنا الصواب. وبمحض استهتار القدر بمشاعري دعوت الى حفل زفافك، نعم لقد دعاني صديقي والذي كان بمحض ابتلاء القدر اخ لزوجك، وحضرت، حملت كل ما املك من الصبر وحضرت، حاولت قدر الامكان ان لا تلتقي عينانا، ولكن عندما كان، ... لاادري ان كان شعوري في تلك اللحظة قد يجد يوما مبدعا يصفه، وفقدت لحظتها كل صبري، اتذكرين كم كنت صبورا على كل هفواتك ايام الوجد، اتذكرين ذاك الكم من الايوبية في صبري، فقدته برمشة عين او بالتقاء عين بعين، تسللت دمعة قبل ان ادركها فهربت، خفت ان افضح وتفضحين، وعندما سالتني بعد ايام عسلك لماذا لم تبق، وجدتني كعادتي في مراعاة آمال الاخرين اختلق الكذبات، وبقينا كما انتهينا اصدقاء وانتهينا. واطرق مرعوبا بتلك الذكرى، وعاد لشروده الدامي، وبعد ان استفاقت احدى المسوخ من حمو الصدمة التي لسعتها لسماعها تلك الطقوس الذاوية لروايته المخيفة سالته بكل ما في حواء من وقاحة برائتها وما هي القصة الاخرى؟ فمضى يدق الارض بطيئا ليبتعد عن هذا السؤال، وظن الحاضرون انه اصيب بالصمم مع ارتفاع صوت تلك السائلة الملحاحة الوقحة، اماهو فقد اصابته الصدمة بذكرى لا تزال تمر ويراها كل يوم.فالاخرى قصة اخرى وقضية اخرى يتلو اسمها في صلاته ليتقرب بها من الورود، وعذرا ان لم يستطع ذكرها، فان مجرد التفكير بها هو محاولة انتحار.
هي بعض الياس الاخير، وآخر الليل الجميل.

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

كان بعد الفراق الاصعب ان نظل ننتظر عودته كما كان

darkrain يقول...

لا ادري .... قد نكون العودة الآن اصعب من الفراق